من العربية

42) الكتب والكراهية

تقول وكالة مكافحة الجريمة (Brottsförebyggande rådet) هنا في السويد أنه „في السنوات الأخيرة ، حدثت زيادة كبيرة في الإبلاغ عن جرائم الكراهية المعادية للإسلام في السويد وفي كل أوروبا.

 الإسلاموفوبيا (جرائم الكراهية) يمكن أن تتخذ  أشكالًا مختلفة مثل الحملات الإعلامية التحريضية،  التمييز الاجتماعي والاقتصادي، التهديدات والمضايقات والتحريض والتخويف من ما يسمى  في السنوات الأخيرة „أسلمة أوروبا“ أما على الأرض فقد تمثلت عواقب الاسلاموفوبيا بعدة أشكال مثل، تخريب المساجد وحرق المصاحف تعبيراً عن الكراهية ضد المسلمين…

 ما حدث في الفترة الماضية من أعمال عنف و كراهية هو أكثر من مجرد أحداث عشوائية….  بل هو جزء من جهد أكثر شمولاً لتقسيم مجتمعنا وخلق انقسام بين مجموعات مختلفة.. والغرض من ذلك التقسيم هو خلق كيانين منفصلين غير قابلين للتماسك و لا العيش المشترك  „نحن و هم “ 

 تاريخياً يمكننا أن نقرأ ما يمكن أن يؤدي إليه مثل هذا التقسيم والحملات الإعلامية ضد فئة مجتمعية….. ففي الحرب العالمية الثانية أكبر شاهد… عندما تم وضع اليهود والغجر والمثليين والمعارضين في معسكرات اعتقال ليتم حرقهم كخطوة ثانية بعد حرق كتبهم و إهانة معتقداتهم.

وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها حرق الكتب في أوروبا…

أقتبس هنا لأحد الكتاب الالمان الذي قال، „عندما تحرق الكتب سينتهي الأمر إلى حرق البشر أيضًا“ 

 أيضاً في الصين يبدو الحال مشابهاً، حيث تتعرض مجموعة الأويغور العرقية للقمع وتوضع قسراً في معسكرات إعادة التأهيل و يجبرون على تحديد النسل القسري.  

ف نتائج خطاب الكراهية و الاسلاموفوبيا  يمكن أن يتجسد في الهجمات الإرهابية في النرويج في عام 2011 الذي أودى بحياة أكثر من 70 ضحية ، 

والهجوم الإرهابي في ستوكهولم عام 2017 والذي أسفر عن 5 ضحايا بينهم فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا ، 

والهجوم الإرهابي على مسجد في كرايستشيرش في عام 2019 والذي أسفر عن 50 ضحية.

 الإسلاموفوبيا و العنصرية ضد أصحاب البشرة السوداء ومعاداة السامية وجميع أنواع الكراهية ضد فئة من البشر لا تخلق إلا مجتمعاً منقسماً يتسم بالعنف وسوء المعاملة بين مكوناته.

كما يجدر بنا الإشارة أنه لا يمكننا أيضاً حل مشكلة الإسلاموفوبيا في  السويد بأعمال الشغب والعنف.  لأن هذه الأعمال لن تدمر إلا ممتلكاتنا ومجتمعنا فقط.

 كثيرا ما يقال أن السويد لديها مشاكل كبيرة مع الجريمة والعنصرية والتمييز على أساس الجنس والتمييز والفصل المجتمعي، وأنواع مختلفة من التطرف.  نعم!  يجب مناقشة هذه المشاكل!  وهذه المشاكل تحتاج إلى معالجة!  لكن لا يمكن التعامل معها بالكراهية – سواء كانت معادية للإسلام أو أي شيء آخر!  ولا يمكن إطلاقا معالجتها بالعنف أو الشغب!

 إن السويد الأفضل تطالبنا جميعًا بمعالجة هذه المشاكل والنظر في أسبابها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والقانونية والفكرية.  وهذا يتطلب تعاونًا مكثفًا بين الأفراد والمنظمات ، بما في ذلك السياسيين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والاقتصاديين والمشرعين والأكاديميين والصحفيين.  ثم يجب أن نجد التدابير المناسبة لمكافحة الإسلاموفوبيا وأيديولوجيات الكراهية الأخرى التي تقسم مجتمعنا.

 سويداً أفضل يتطلب منا أن ننتقل من الأقوال إلى الأفعال ولكن أيضًا من الكراهية إلى التضامن…. ولهاذا السبب نقف اليوم هنا.